سورة الشعراء - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشعراء)


        


قوله تعالى: {أتُتْرَكُون فيما هاهنا} أي: فيما أعطاكم الله في الدنيا {آمنين} من الموت والعذاب.
قوله تعالى: {طَلْعُها هَضِيم} الطَّلْع: الثمر. وفي الهضيم سبعة أقوال.
أحدها: أنه الذي قد اينع وبلغ، رواه العوفي عن ابن عباس.
والثاني: أنه الذي يتهشَّم تهشُّماً، قاله مجاهد.
والثالث: أنه الذي ليس له نوى، قاله الحسن.
والرابع: أنه المذنَّب من الرُّطَب، قاله سعيد بن جبير.
والخامس: اللَّيِّن، قاله قتادة، والفراء.
والسادس: أنه الحَمْل الكثير الذي يركب بعضه بعضاً، قاله الضحاك.
والسابع: أنه الطَّلْع قبل أن ينشقَّ عنه القشر وينفتح، يريد أنه منضمٌّ مكتَنِزٌ، ومنه قيل: رجل أهضَمُ الكَشْحَيْن، إِذا كان مُنْضَمَّها، قاله ابن قتيبة.
قوله تعالى: {وتَنْحِتُون من الجبال بيوتاً فَرِهِين} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو: {فَرِهين}. وقرأ الباقون: {فارِهِين} بألف. قال ابن قتيبة: {فَرِهِينَ} أَشِرِين بَطِرِين، ويقال: الهاءُ فيه مبدَلةٌ من حاء، أي: فَرِحِين، و{الفرحُ} قد يكون السرورَ، وقد يكون الأَشَرَ، ومنه قوله: {إِنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ الفَرِحِينَ} [القصص: 76] أي: الأشِرِين، ومن قرأ: {فَارِهِينَ} فهي لغة أخرى، يقال: فَرِهٌ وفارِهٌ، كما يقال: فَرِحٌ وفارِحٌ، ويقال: {فَارِهِينَ} أي حاذِقِين؛ قال عكرمة: حاذِقِين بنحتها. قوله تعالى: {ولا تُطيعوا أمر المسرِفِين} قال ابن عباس: يعني: المشركين. وقال مقاتل: هم التسعة الذين عقروا الناقة.


قوله تعالى: {إِنَّما أنتَ مِنَ المُسَحَّرِين} قال الزجاج: أي: ممن له سَحْر، والسَّحْر: الرِّئة، والمعنى: أنت بشر مثلنا. وجائز أن يكون من المفعَّلين من السِّحر؛ والمعنى: ممن قد سُحِر مَرَّة بعد مَرَّة.
قوله تعالى: {لها شِرْبٌ} أي: حظٌّ من الماء. قال ابن عباس: لها شِرب معروف لا تحضروه معها، ولكم شِرْب، لا تحضر معكم، فكانت إِذا كان يومهم حضروا الماء فاقتسموه، وإِذا كان يومها شَربتِ الماءَ كُلَّه. وقال قتادة: كانت إِذا كان يوم شربها، شربت ماءهم أول النهار، وسقتهم اللبن آخر النهار. وقرأ أُبيُّ بن كعب، وأبو المتوكل، وأبو الجوزاء، وابن أبي عبلة: {لها شُرْبٌ} بضم الشين. قوله تعالى: {فأَصبحوا نادمِين} قال ابن عباس: ندموا حين رأوا العذاب على عَقْرها، وعذابهم كان بالصَّيحة.


قوله تعالى: {أتأتون الذُّكْران} وهو جمع ذَكَر {مِنَ العالَمِينَ} أي: من بني آدم، {وتَذَرونَ ما خَلَقَ لكم ربُّكم مِنْ أزواجكم} قال الزجاج: وقرأ ابن مسعود: {ما أَصلح لكم ربُّكم من أزواجكم} يعني به الفروج. وقال مجاهد: تركتم أقبال النساء إِلى أدبار الرجال.
قوله تعالى: {بل أنتم قوم عادُون} أي: ظالمون معتدون {قالوا لئن لم تَنْته يالوط} أي: لئن لم تسكت عن نهينا {لتكونَنَّ مِنَ المُخْرَجِين} من بلدنا. {قال إِنِّي لعملكم} يعني: إِتيان الرجال {من القالِين} قال ابن قتيبة: أي من المُبْغِضِين، يقال: قَلَيْتُ الرجلَ: إِذا أبغضتَه.
قوله تعالى: {ربِّ نجِّني وأهلي مما يعملون} أي: من عقوبة عملهم، {فنجَّيناه وأهلَه} وقد ذكرناهم في [هود: 80]، {إِلا عجوزاً} يعني: امرأته {في الغابرِين} أي: الباقين في العذاب. {ثم دمَّرْنا الآخَرِين} أهلكناهم بالخَسْف والحَصْب، وهو قوله: {وأَمْطَرْنا عليهم مطراً} يعني الحجارة.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9